وأينما ذهبت المرأة، لابدَّ من معرفة مرافق الرعاية الصحِّية في أماكن السفر المتَّجهة إليها في حال كانت بحاجةٍ الى عناية طبِّية عاجلة.
ومن المناسب أخذُ السجلاَّت الطبِّية الخاصَّة بالمرأة معها حتَّى تتمكَّنَ من تزويد الأطبَّاء بالمعلومات ذات الصلة إذا لزم الأمر.
أوقاتُ السَّفر
يُفضَّل عدمُ السفر عندَ بعض النساء في الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل، بسبب الإرهاق والغثيان خلال هذه المراحل المبكِّرة.
وسواءٌ أكانت المرأةُ مسافرةً أم لا، فإنَّ خطرَ الإجهاض miscarriage يكون أعلى في الأشهر الثلاثة الأولى. ومع ذلك، إذا كانت الحامل لا تشعر بمشكلة، فليس هناك سببٌ يمنعها من السفر في هذا الوقت. أمَّا إذا كان لديها أيُّ قلق، فلابدَّ من مناقشته مع الطبيب أو ممرِّضة التوليد (القابلة)؛ فالسفرُ خلال فترة الحمل هو مصدر قلق للكثير من النساء.
لكن إذا لم يترافق الحملُ بمضاعفات، فليس هناك سببٌ يمنع من السفر الآمن، ما دامت المرأة تلتزم بالاحتياطاتِ اللازمة.
وفيما يلي بعض النَّصائح العامَّة لضمان بقاء المرأة والجنين في صحَّة جيِّدة خلال الرحلات والسفر.
السفرُ جوَّا
الطيرانُ غير ضارٌ بالحامل أو الجنين، ولكن لابدَّ من مناقشة أيَّة قضايا صحِّية أو مضاعفات للحمل مع القابلة أو الطبيب قبلَ السفر.
يكون احتمالُ حدوث المخاض أعلى عادةً بعدَ الأسبوع 37 من الحمل (في حوالي الأسبوع 34 إذا كانت المرأةُ حاملاً بتوأم)، ولذلك لا تسمح بعضُ شركات الطيران للحامل بالسفر في نهاية فترة الحمل، وهذا ما يستدعي التحقُّقَ مع شركة الطيران عن سياستها في هذا الشأن.
بعدَ الأسبوع 28 من الحمل، قد تطلب شركةُ الطيران تقريراً من الطبيب أو القابلة لتأكيد موعد ولادة الحامل، وأنَّها ليست في خطر من حدوث مضاعفات.
ينطوي السفرُ لمسافات طويلة (أكثر من خمس ساعات) على خطرٍ صغير للجُلطات الدموية (الخُثار الوريدي العميق deep vein thrombosis “DVT”) في النساء الحوامل. ولذلك، عندما تسافر المرأةُ الحامل بالطائرة، يجب أن تشربَ الكثير من الماء، وأن تتحرَّك أو تتجوَّل بانتظام ـ كلَّ 30 دقيقة أو نحو ذلك. ويمكن شراءُ زوج من الجوارب الضاغطة من الصيدلية من دون وصفة طبية، الأمر الذي سيقلِّل من تورُّم الساقين.
اللقاحات
لا يُنصَح باللقاحات بسبب المخاوف من أنَّ حقنَ الفيروسات أو الجراثيم قد يضرُّ الجنين في الرحم. ويُنصَح عموماً بتجنُّب السفر إلى البلدان التي تشترط أو تحتاج إلى استعمال اللقاحات.
ومع ذلك، إذا كان السفرُ إلى المناطق التي تحتاج إلى التلقيح ضرورياً، يجب الحصولُ على الأمصال أو الحُقَن الخاصَّة بذلك؛ فخطرُ الإصابة بالأمراض المعدية يفوق بكثير المخاطرَ الناجمة عن التطعيم نفسه.
تعدُّ بعضُ الأقراص المضادَّة للملاريا غيرَ آمنة لتؤخَذَ في أثناء فترة الحمل. ولذلك، يجب استشارةُ الطبيب بشأنها.
السفرُ بالسيَّارة
يكون التعبُ والدوخة شائعين خلال فترة الحمل. لذلك، فمن المهمِّ أن تشربَ الحامل بانتظام، وأن تتناولَ الطعام الطبيعي الذي يمنحها الطاقة (مثل الفاكهة والمكسَّرات) خلال سفرها بالسيَّارة، وأن تتوقَّفَ عن القيادة بانتظام للراحة.
ويجب الحفاظُ على جريان الهواء في السيَّارة، وارتداء حزام الأمان المناسب ما بين الثديين وعندَ الحوض بدلاً من البطن.
حوادثُ الطرق هي من بين الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابات عندَ النساء الحوامل. ولذلك، يُفضَّل تَجنُّبُ الرحلات الطويلة من دون مرافق، وتَشارُك القيادة مع الزوج أو الابن أو ما شابه.
السفرُ بالقوارب أو السُّفن
لشركات العبَّارات البحرية قيودٌ خاصَّة بها، وربَّما ترفض إركابَ النساء الحوامل بعدَ الأسبوع 32 من الحمل. لذلك يجب مراجعةُ سياسة الشركة المالكة للعبَّارة قبل الحجز. وبالنسبة للرحلات الطويلة بالسُّفن، مثل الرحلات البحريَّة، لابدَّ من معرفة ما إذا كانت هناك تسهيلات أو مرافق على متن السفينة للتعامل مع الحمل، وما إذا كانت هناك خدماتٌ طبِّية في موانئ رسوِّ السفن.
الأطعمةُ والأشربة
يجب الحرصُ على تَجنُّب الأمراض المنقولة بالغذاء والماء، مثل أمراض المعدة وإسهال المسافرين؛ فبعضُ الأدوية الخاصَّة بعلاج اضطرابات المعدة وإسهال المسافرين ليست مناسبةً خلال فترة الحمل.
لابدَّ من التحقُّق دائماً من أنَّ مياهَ الصنبور آمنة. ولكن، عندَ الشكِّ، يمكن شربُ المياه المعبَّأة في زجاجات. وفي حالة الإصابة بالمرض، يجب الحفاظُ على تناول السوائل والأكل لضمان صحَّة الجنين، حتَّى إذا لم تكن الحاملُ جائعةً.
المراجع
موقع NHS Choices
ليست هناك تعليقات :