يشعر الأهلُ بالارتياح غالباً عندما يصلون إلى تشخيص مرض التوحُّد أخيراً، لأنَّه يصبح لديهم الآن تفسيرٌ للسلوك غير الطبيعي لطفلهم.
قد يأتي تلقِّي التشخيص على الأهل مثل صدمة كبيرة، ويمكن أن يستغرقَ الأمر بعضَ الوقت لتقبُّل ما يُقال لهم. ويجدر بنا أن تتذكَّر بأنَّه على الرغم من إمكانية شعورنا وكأنَّنا أمام نهاية العالم، لكنَّ الابن أو الابنة هما الشخص نفسه الذي كتبه الله لنا، وسيكون على ما هو عليه دائماً. والفرقُ الوحيد هو أنَّنا الآن على علم بما لديه من حالة مَرضيَّة، ويمكن البدء بمساعدته على تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيَّاته، والعيش في هذه الحياة على أكمل وجه ممكن.
التكيُّفُ في المنـزل
السلوك
هناك مجموعةٌ واسعة من الأسباب التي قد تجعل الأفراد الذين يعانون من مرض التوحُّد يواجهون صعوباتٍ مع السلوك؛ فالتوحُّد هو اضطرابٌ في التفاعل الاجتماعي والتواصل، وهذا يعني أنَّ الأشخاص المصابين بالمرض قد يجدون العالم مربكاً، ومكاناً للعزلة والشقاء في بعض الأحيان. ولكن، من المهمِّ أن نتذكَّر بأنَّ السلوك السيِّئ ليس نتيجة لسوء التربية. وهناك، مع ذلك، عددٌ من الإستراتيجيات التي يمكن استخدامها للمساعدة، مثل التماسك والأَناة والصبر والتمارين المنتظمة، مع التذكُّر بأنَّ العقابَ يندر أن يأتي بنتيجة.
النومُ ومرض التوحُّد
من المرجَّح أن يعاني كلُّ الأطفال المصابين بمرض التوحُّد من اضطرابات النوم في مرحلة من مراحل المرض. ويمكن تقسيمُ مشاكل النوم إلى مجموعتين رئيسيتين هما: مشاكل الخلود للنوم، حيث يعاني الطفلُ من صعوبة النوم في الوقت المناسب؛ ومشاكل الاستيقاظ، حيث يستيقظ الطفل عدَّةَ مرَّات خلال الليل.
إذا كان الأهل يعتقدون بأنَّ طفلهم قد يكون لديه اضطراب في النوم، ويرغبون بمعرفة حجم المشكلة، فمن المفيد الاحتفاظ بمفكِّرة للنوم، كخطوة أولى على طريق حلِّ المشكلة؛ ثمَّ يمكن مناقشة هذه المفكِّرة مع الطبيبك، وتقرير الوسائل المناسبة لمحاولة التغلُّب على مشاكل النوم.
الأكل
يمكن أن يعاني بعضُ الأفراد المصابين بالتوحُّد من مشاكل تتعلَّق بالتغذية، ومن صعوبات في نظامهم الغذائي. وقد تسبِّب هذه المشاكلُ الغذائية زيادة في الأكل ونقصاً فيه على حدٍّ سواء.
يمكن أن تشتمل أسبابُ نقص تناول الطعام على الاختلافات الحسِّية وقطع الروتين والجوانب الاجتماعية لتناول الطعام. أمَّا أسبابُ الإفراط في تناول الطعام فيمكن أن تشتمل على الاستغرق في الطعام، وتدنِّي احترام الذات الذي قد يؤدِّي إلى الأكل بارتياح.
وكما هي الحالُ مع النوم، قد يكون من المفيد الاحتفاظ بمفكِّرة للطعام، حيث قد تساعد على الكشف عن وجود نموذج معيَّن، وتُبيِّن الأسبابَ المحتملة لفرط تناول الطعام أو نقصه.
التكيُّف مع نظام التعليم
يعاني لدى كثير من آباء الأطفال المصابين بالتوحُّد من مشكلات في العثور على المدرسة المناسبة؛ فبعض يحتاجون إلى شروط تعليميَّة خاصَّة قبل البدء في المدرسة، والبعضُ الآخر لا يكونون بحاجة إلى ذلك. ولذلك، لابدَّ من توفير المدرسة المناسبة لتلبية هذه الحاجات. وتعمل الحكومة عادةً على توفير مثل هذه المرافق التعليميَّة أو الصفوف الخاصَّة بأطفال التوحُّد.
المراجع
موقع
NHS Choices
ليست هناك تعليقات :